الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة من "أبو عياض" الى المغيلة.. بطولة تستغيث في مستنقع الرذيلة!

نشر في  17 فيفري 2016  (10:43)

مرة أخرى يصطدم الجمهور الرياضي في تونس بتصريحات تغيب عنها المسؤولية وتثبت أنه جبل على كرة القدم التونسية أن تلازم قسرا كل معالم الضعف والارتباك والفوضى وشبيهاتها من الاشارات التي تثبت سقوطا كبيرا في المستويين الرياضي والأخلاقي لمن أثّثوا الساحة الكروية ببلادنا..
يحدث كل هذا تزامنا مع أخطاء تحكيمية فظيعة باتت تغيّر مع سبق الاضمار والترصد مسار عدة مواجهات من النقيض الى النقيض، فملف التحكيم على الرغم مما يفرزه من روائح تشير الى تفشّي المرض، فانه يقابل بجمود وبرود غريبين من أولي القرار ولكأنه من المحظورات التي لا يمكن الغوص فيها بتاتا مهما احتدّت رقعة الاحتجاجات والأصوات الغاضبة..
في نهاية الموسم الفارط عشنا ايابا عسيرا ومتقلبا ومثيرا بسبب مخلفات لقاء النجم الساحلي وقوافل قفصة الذي ألغى خلاله الحكم محمد سعيد الكردي هدفا ل"ليتوال" بايعاز من مساعده كمال عبد المومن، وكردّة فعل آثر النجم عدم التحوّل الى حمام الأنف في مقابلة خلقت نزاعا قانونيا كبيرا استثمره النادي الافريقي بالتتويج في نهاية المطاف.
هذا القرار التحكيمي انجرّ عنه تصريح غير مسبوق من المدير الرياضي للنجم الساحلي حسين جنيّح الذي وصف قرار مساعد الحكم بالشبيه للارهاب معتبرا اياه "أبو عياض" كرة القدم، وهو ما خلّف ردود فعل استثنائية جرّمت "جنيّح الصغير" واعتبرت كلامه غير موزون وفاقد للأهلية وغير قابل للتصريف..ومن يومها صار الجميع يتندّر بسيطرة "أبو عياض" على القرارات التحكيمية ومسار كرة القدم التونسية.
اختفت أثار هذا التصريح، لكن تواتر المهازل التحكيمية لم ينقطع من ملعب الى أخر، ومع مطلع كل أسبوع باتت لجنة المتابعة صلب الادارة الوطنية للتحكيم تسلّط عقوبات سرّية لم تشف غليل المتتبعين للمشهد الرياضي، ولم ترتق الى انتظارات الأندية المتعرضة الى ظلم كروي صارخ، ولذلك بتنا أسبوعيا أمام الزامية متابعة تصريحات ما أنزل بها الله من سلطان.. وعلى هذا المنوال خرج لاعب مستقبل المرسى نزار العمري ليقول عن الحكم وليد البناني انه "جاي من المغيلة ومن مناطق الارهاب"، وهو كلام على خطورته ألهانا عن فظاعة الأخطاء المرتكبة من البناني الذي تظلم سابقا من تهميشه فاذا به يثبت عن استحقاق في مواجهة السبت بملعب المنزه أنه "حكم صغير" ولا يستحق الخروج الى عالم الأضواء بمثل تلك الحسابات المتقنة والتي أجادها على مقاس الترجي أو غيره من الأندية ممن انتفعوا من هذا الاسم أو ذاك..
أخطأ البناني وجمّد من النشاط في انتظار عقوبة "لايت" قد لا يشهرها المكتب الجامعي حفاظا على معنويات ابن قطاع التحكيم تماما كما فعل منذ سنة حين لخّص كل مشاكله في توفيق الوسلاتي المشرف على التكوين لسلك الحكام المساعدين، لكن الفاتورة سيدفعها حتما نزار العمري أثناء مثوله أمام لجنة التأديب بسبب كلام هجين لا يستقيم والحال أننا بتنا نقاسي ويلات التفرقة الجغرافية واللعنة الجهوية المقيتة، وهكذا فاننا أغفلنا عينا عن لبّ الموضوع وسنجترّ مرارا وتكرارا موضوع التصريحات الساخنة وعدم قدرة السواد الأعظم من "الكوارجية" على الكلام وافتقادهم للفصاحة التي تجعلهم قادرين على تبليغ الرسالة اللازمة بأقل التكاليف ودون الحاق ضرر بأي كان..
فعلا هذا حال كرتنا، فهي مشلولة من جميع النواحي، بمحاباة ادارية وفظاعات تحكيمية وسقطات كلامية زادت الطين بلة، فهل نحن في حاجة الى "ديكتاتور معدّل" في كرتنا يجمع بين الصرامة والعدل ويعاقب "الصبية المتلعثمين" في الكلام..أم سنرضى بتواصل الغثيان والألام؟

طارق العصادي